إن المسرح منذ نشأته وبداياته الاولى كان موجها إلى طرح قضايا المجتمع بمختلف
شرائحه لتسليط الضوء عليها أو كشف ما خفي عن العوام و يكون الطرح إما بشكل
درامي أو بصور شعرية تبسط معاني عميقة و سامية..
فكان المسرح منبرا لتداول قضايا تهم الانسان و جزء من واقعه وأحيانا كان المسرح
يطرح حدثا تاريخيا ويجسده بشكل رائع و احترافي..
فالمسرح منذ الازل و نذكر على سبيل المثال رواده الاوائل كالفراعنة و الاغريق
مرورا بغيرهم من الحضارات والذين أبدعوا فيه و اشتهروا بإلياذاتهم و التي امتازت
بدقتها و روعتها كان مرآة لقضايا الانسان و و فضاء لبث همومه..
و قد مر المسرح كغيره من الفنون بمراحل عدة و تطور عبر العصور وصولا الى
مايسمى بعصر الحداثة ثم ما بعدها و وظف فيه المسرحيون الذكاء الفكري النابع
من متغيرات أنتجها العصر فخلق لنا مشهدا جديدا و أصبح له جمهور كبير..
فتنوع بتنوع رواده و اتجه الى كل الانواع لكنه ركز أساسا على الدراما و الكوميديا
و التاريخ و أضحى وسيلة فعالة لتجسيد قضابا مجتمع ما و همومه من خلال بس
الموضوع و تبيان كل مايحيط به من جوانب بشكل أحيانا صريح وأحيانا غير مباشر
و كذلك بطرح بعض الحلول من وجهة نظر المؤلف..
وقد ارتقى المسرح فكريا و أدبيا فأضحى يطرح بجوار التاريخي و الاجتماعي أيضا
الطرح الفلسفي و النفسي و إن كان الخطاب المسرحي موجها لشريحة غير كبيرة
لصعوبة التواصل..
كما بلور المسرح كثيرا من القضايا الصعبة و جعلها سهلة الوصول للمتلقي العادي
و ذلك بطرحها بشكل كوميدي بسيط..
ولا ننسى أن نذكر ما آل اليه المسرح في الاونة الاخيرة من تراجع كبير وذلك في
ظل استحواذ الانواع الاخرى و نذكر هنا منافسه الاقوى ألا وهو الفن السابع..
كما ان كثير من وسائل الاعلام لم تعد تبث الكثير من الاعمال المسرحية إن لم نقل
أنها تجاهـلتها تـقريبا مما جعلنا نبتعد عن العالم المسرحي خصوصا الجيل الجديـد
و الذي أغلبه لا يكاد يعرف شيئا عن المسرح..
القيصربتاريخ18-6-2020