لقد كانت الحروب تفرض نفسها بشكل قهري ومفاجئ جدا على دول العالم وأحيانا
فرضت نفسها بشكل اختياري على الدول المهاجـمة ذات الأطماع الاستعـمارية
و أنانية التوسع في أراضي الغير، و في كلتا الحالتين كانت تعتبر شيئا مقيتا بل
جحيما للكثيرين الذين سُيِّروا إليها تسييرا رغم إرادتهم لا لشيء سوى لخدمة
أهواء نخب قيادية ذوي جشع و نفوس تنزع للشر..
فكما كانت الحاجـة أم الاختراع فإن الحروب هـي أم الحاجـة حـيث دفـعـت بالانسان
تحت نير الخوف والألم والضياع إلى البحث عن الأمن و الأمان ومواجهة التحديات
فصقلت إرادته بالكثير من الأحداث و التجارب التي أثمرت عزما و إرادة قـويتان
و دفـعت به تحـت هـذه الارادة الى الاختراع و الاكتشاف حـتى يتصدى لويـلاتها
فخرج بعدة ابتكارات ساعدته عـلى التصدي للعـدو و مـن هـذه الابـتكارات طـوَّر
أشياء أخرى سواء في الحرب أو أثناء السلم حـسّنت مـن مستوى حـياته بكثـير
من الجمال و الرفاهية..
فالحروب كما أدت إلى كثير من الدمار و القتل البشري فقد ساهمت بشكل آخر
في التقدم العلمي و المعرفي و أضافت الكثير من الأشياء النافعة إلى المعمارية
الحضارية الانسانية و نقلت العالم إلى مرحلة جديدة من التطور..